جوهر بن مبارك : الحكومة ضعيفة وخياراتها خاطئة

قال المنسق العام لشبكة دستورنا جوهر بن مبارك في ميدي شو اليوم الأربعاء 23 نوفمبر 2016 إنّ الشبكة تعمل حاليا على جملة من المشاريع من ضمنها  مشروع''  نطالبك ونحاسبك'' الذي يهدف إلى مراقبة الوعود الإنتخابية وتحديدا  للحزبين الأولين الذان حصلا على المرتبتين الاولى والثانية  في انتخابات 2014 وهما النداء والنهضة.

واعتر بن مبارك أنّ النتائج التي تمّ تحقيقها خلال السنة المنصرمة غير مرضية بل إنّ ''هناك تراجعات في بعض الوعود''، وفق تعبيره.

وقال إنّ الحكومة ضعيفة وخيارتها خاطئة،  وأوضح بأنّه لا يعمل على اسقاطها بل انّها ستسقط نفسها بنفسها. وتابع  ''إنّ الحكومات الضعيفة تسقط بمفردها ولا تسقط بما يقوله معارضوها''.

وبرّر وصفه لحكومة يوسف الشاهد بالضعيفة نظرا لإشرافها على شؤون البلاد من منطلق ادارة الأزمة  في ظل غياب الإصلاحات الكبرى وعدم  إتخاذ الخيارات الضرورية  بتعلة البحث عن استقرار الأوضاع، حسب تصريحه.

واعتبر ضيف ميدي شو أنّ رئيس الدولة يتحمّل جزء من المسؤولية وليس كلّ المسؤولية التي يتحملها  والإئتلاف الحاكم والمشهد السياسي عموما اضافة إلى الحكومة حسب قوله.

رئيس الجمهورية يرتكب أخطاء تزيد من تعميق الأزمة 

وأضاف بأنّ خيارات رئيس الجمهورية لم تكن لتحد من الأزمة بل إنّه  يرتكب أخطاء تزيد من تعميقها.  وقال بأنّ الحوار الذي ادلى به أمس لقناة ''الحوار التونسي'' لم يرد فيه أي جديد يهم الناس ، بل انه كان  يخاطب الطبقة السياسية وبدا مهتما بأزمة حزبه، نداء تونس.

جلسات الإستماع العلنية: ذكريات تعود

وبخصوص جلسات الإستماع العلنية لضحايا حقوق الناس وما وُجّه اليها من انتقادات، قال بن مبارك إنّ الناس التي عاشت التجارب والإنتهاكات  تشعر بشيء لا يمكن أن يشعر به من لم يمروا بتجربتهم. وتابع بأنّ هذه الجلسات أعادت إليه ذكريات ما عاشه في سنوات خلت.  وأوضح بأنّ تلك الإنتهاكات ''ليست هلامية وليست مجرد حكايات  بل أنّ وراءها  أشخاصا عاشوا انتهاكات وأنّ خلف الضحايا هناك وجوه''، في اشارة إلى الجلادين.

وفي المقابل اعتبر أنّ هناك نقصا على مستوى الشكل وفي طريقة ادارة الجلسات، كما سجّل غياب الجلادين  وخصوصا غياب اعتذاراتهم.

كما أشار إلى ما يعتبره تناسيا لحقبات معينة وجيل كامل من الضحايا قبل وبعد الثورة. وتساءل عن سبب غياب ''قضية اليهود التونسيين''  وخصوصا خلال سنتي 67 و68 حيث وقعت اعتداءات ضخمة على اليهود التونسيين و اجبار العشرات من الآلاف على الخروج من تونس، وفق تصريحه.

الملتقى الدولي حول حماية حقوق الانسان و مكافحة الإرهاب

وعلى مستوى آخر تحدث بن مبارك عن "الملتقى الدولي حول حماية حقوق الانسان و مكافحة الارهاب: وهم التضارب" الذي ينعقد نهاية الاسبوع في تونس ببادرة من شبكة دستورنا.  وأكّد في هذا الصدد أنّه لا يريد أن يكون الملتقى رقما اضافيا في سلسلة  الندوات والملتقيات التي تعقد حول الإرهاب وحقوق الإنسان، معتبرا أن المعادلة بين حقوق الإنسان ومكافحة اللإرهاب هو ''فح فكري''. وأكّد أنّ الأمر لا يتعلق بالتنسيق بين شيئين متضاربين، مضيفا بأنّ التناقض موجود داخل منظومة حقوق الإنسان نفسها.

ويرى بن مبارك بأن ''الإعتباطية'' في علاقة الدولة بالمواطن هي أكبر مسبب لظاهرة الإرهاب وهي التي تغذيها. 

وأشار إلى أنّه يتم استغلال الشعور المعادي للأمنيين الموجود مسبقا بإضفاء مفهوم شرعي ليتجاوز الشباب المستقطب من قبل التنظيمات الإرهابية الشعور بالذنب من خلال هذا  المدلول الشرعي.

وحول تواصل حالة الطوارئ في تونس تساءل ضيف ميدي شو ان كان الوضع الأمني منهارا إلى درجة تستوجب فرض حالة الطوارئ، مشيرا إلى الإنعكاسات السلبية لذلك على السياحة والإقتصاد عموما.